1.
تاريخ مرض بالسكري:
مرض
السكري معروف منذ القدم حيث لاحظ الطبيب الإغريقي Aretaeus في أوائل
عام 200 قبل الميلاد أن بعض المرضى تظهر لديهم أعراض كثرة التبول والعطش الشديد.
وكلمة diabète
(مأخوذة
من اليونانية diabaino والتي تعني مرور المشروبات عبر الجسد دون
توقفها) (Dupasquier
; 1955 ; p09). وحتى ذلك
الحين لم يشهد مرض السكري والتعرف عليه أي تطور ملحوظ حتى نهاية القرن السابع عشر
حيث توماس ويليس (Thomas
Willis) وهو طبيب
إنجليزي أول من قام بلفت الانتباه إلى طعم العسل في البول. حيث أضاف كلمة "Mellitus" وهي
لاتينية وتعني "الحلو كالعسل" (Dupasquier ; 1955 ; p09).
إن أهم
اكتشاف في فهم السكري تمثل في معرفة "أن التوظيف السيء للبنكرياس يسبب
السكري" (Sachiko &
Flavio, 2013, p18).ففي عام
1889 والتي كانت نقطة تحول في تاريخ نظرية مرض السكري نجح الألمانيان Von Mehring) و(Minkowski لأول مرة في التسبب بمرض السكري المستمر لدى الكلاب عن طريق
الاستئصال الكلي للبنكرياس وهذا ما سمي في وقت لاحق مرض سكري البنكرياس(Dupasquier ; 1955 ; p09).
في 1869
بول لاينجرهانز (Paul
Langerhans) " وصف
الخلايا الصغيرة كجزر خفية غامضة سميت لاحقا "جزر لاينجرهانز"
وبعد ست سنوات باحث فرنسي ميّز نوعين من السكري النحافة والبدانة حيث وضع فرضية أن
السكري النحافة هو نتيجة شذوذ في البنكرياس وقد وضح نيكولا بوليسكو (Nicolas Paulesco) دور الأنسولين وهو الهرمون الذي تنتجه جزر لاينجرهانز عن طريق حقن
الأنسولين لدى كلب لديه انخفاض في مستوى السكري (Sachiko et Flavio, 2013, p18).
وقد
تركزت البحوث بعدها على البنكرياس وفي عام 1922 قام مؤلفين كنديين بانتين وباست (Best & Banting) باستخراج الأنسولين والذي كان من أكبر الاكتشافات الخاصة
بالغدد الصماء. إلا انه اتضح فيما بعد أنه ليس بالعلاج الكافي لجميع أنواع السكري؛
وبالتالي فقد خلصوا إلى أن القصور في البنكرياس قد يعد السبب مباشر في السكري (Dupasquier ; 1955 ;
p09 ,10).
لاحقا تم فصل
الأنسولين عن البنكرياس وأدى ذلك إلى توفر حقن الأنسولين والتي استخدمت لأول مرة
على المرضى المصابين بداء السكري عام 1922(بن سعد الحميد؛ 2008؛ ص13؛14).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق